تيليجرام أم واتساب: أيهما أكثر أمانًا؟ مقارنة شاملة
١. مقدمة: لماذا يُعدّ الأمان موضوعًا شائكًا؟
في عصرنا الرقمي الحالي، يولي المستخدمون اهتمامًا أكبر للخصوصية والأمان من أي وقت مضى. ويدّعي كلٌّ من واتساب وتيليجرام، وهما تطبيقا المراسلة الفورية الأكثر شيوعًا في العالم، توفير بيئة اتصال آمنة. ومع ذلك، مع تزايد القيود الحكومية، وهجمات القراصنة، وتسريب البيانات، بدأ الكثيرون يتساءلون عن مدى أمان هذين التطبيقين.
إذن، أيهما أكثر أمانًا، تيليجرام أم واتساب؟
ستُجري هذه المقالة مقارنة شاملة من زوايا متعددة، بما في ذلك التشفير من طرف إلى طرف (E2EE)، وطرق تخزين البيانات، وسياسات الخصوصية، وبنية الخادم، وحالات هجمات القراصنة، وغيرها، لمساعدة المستخدمين على اتخاذ الخيار الأمثل.
٢. مقارنة التشفير من طرف إلى طرف (E2EE): أيهما تشفيره أقوى؟
٢.١ آلية تشفير واتساب
يُفعّل واتساب التشفير من طرف إلى طرف (E2EE) افتراضيًا منذ عام ٢٠١٦، باستخدام بروتوكول سيجنال. آلية التشفير فيه كالتالي: نسخة الويب من واتساب
✅ يتم تفعيل تشفير E2EE افتراضيًا: جميع المحادثات الشخصية ومكالمات الصوت/الفيديو محمية.
✅ مستوى تشفير عالٍ: يُستخدم تشفير AES 256 بت، ومصادقة HMAC-SHA256، وخوارزمية تبادل المفاتيح Curve25519.
✅ مزامنة محدودة بين الأجهزة: بما أن مفتاح التشفير مُخزّن على الجهاز المحلي، لا يُمكن إرسال الرسائل إلا بين الأجهزة المُسجّلة الدخول.
📌 العيوب:
❌ النسخ الاحتياطي السحابي غير مُشفّر: عندما يُجري المستخدمون نسخًا احتياطية لسجلات المحادثات في Google Drive أو iCloud، لا يُشفّرها واتساب تشفيرًا شاملًا، وقد يحصل المُخترقون أو الجهات الحكومية على هذه البيانات.
❌ البيانات الوصفية غير مُشفّرة: لا يزال واتساب يُخزّن البيانات الوصفية، مثل وقت المكالمة، ومعلومات الاتصال، ومعلومات الجهاز، وما إلى ذلك، والتي قد تستخدمها الحكومة أو جهات خارجية.
٢.٢ آلية تشفير تيليجرام
يستخدم تيليجرام بروتوكول MTProto افتراضيًا، ويوفر ميزة "المحادثة السرية" لدعم التشفير من طرف إلى طرف (E2EE).
● مستوى التشفير:
المحادثة العادية: تشفير الخادم-العميل (TLS + AES-256 + Diffie-Hellman)، ولكن ليس E2EE.
المحادثة السرية: يُستخدم التشفير من طرف إلى طرف، ويُخزَّن المفتاح الخاص على الجهاز ولا يمكن لخادم تيليجرام قراءته.
● ميزة التدمير الذاتي للرسائل: في وضع المحادثة السرية، يمكن للمستخدمين ضبط الرسائل على التدمير التلقائي بشكل دوري لتعزيز الأمان.
● العيوب:
❌ لا يدعم تيليجرام تشفير E2EE افتراضيًا: ما لم تُفعَّل ميزة "المحادثة السرية" يدويًا، تظل جميع المحادثات مخزنة على خادم تيليجرام.
❌ بروتوكول التشفير مثير للجدل: MTProto هو بروتوكول طورته تيليجرام بشكل مستقل، وقد شكك خبراء الأمن في شفافيته وأمانه. ملخص 🔎:
يُفعّل واتساب التشفير من طرف إلى طرف افتراضيًا، وهو أكثر أمانًا.
يُوفّر تيليجرام التشفير من طرف إلى طرف فقط في "الدردشة السرية"، بينما تُخزّن الدردشات العادية في السحابة.
3. بنية الخادم وطريقة تخزين البيانات: أيهما أكثر أمانًا؟
3.1 بنية خادم واتساب
✅ بنية الخادم الموزعة: تُخزّن البيانات في مراكز بيانات فيسبوك، وخاصةً في الولايات المتحدة وأوروبا وسنغافورة.
✅ لا يُخزّن سجلّ الدردشة: تُحذف جميع الرسائل من الخادم بعد الإرسال، ولكن قد تُحتفظ بالبيانات الوصفية (سجلات المكالمات، جهات الاتصال، إلخ).
❌ يخضع لفيسبوك: منذ استحواذ فيسبوك (المعروفة الآن باسم ميتا) على واتساب عام 2014، خضعت سياسة الخصوصية الخاصة به لمراجعات عديدة، مما أثار مخاوف المستخدمين.
٣.٢ بنية خادم تيليجرام
✅ التخزين السحابي الموزع: يعتمد تيليجرام بنية عالمية متعددة مراكز البيانات، مع خوادم تقع في الإمارات العربية المتحدة وسنغافورة وهولندا والسويد ودول أخرى.
✅ دعم التخزين السحابي: يُخزن محتوى الدردشة العادي على خوادم تيليجرام، ويمكن مزامنته عبر الأجهزة بعد التشفير.
❌ مفاتيح التحكم في الخادم المركزي: ما لم يتم استخدام "الدردشة السرية"، تظل مفاتيح تشفير تيليجرام تحت سيطرة الخادم، ويمكن فك تشفيرها نظريًا.
🔎 ملخص:
لا يخزن واتساب سجل الدردشة، ولكن بيانات المستخدم تخضع لتنظيم فيسبوك، مما يشكل خطرًا على الخصوصية.
يخزن تيليجرام سجلات الدردشة العادية، ولكن بنية الخادم الموزع قد تُحسّن أمان البيانات.
٤. سياسة خصوصية المستخدم: من يحترم بيانات المستخدم أكثر؟
٤.١ سياسة خصوصية واتساب
📜 يجمع واتساب البيانات التالية:
✅ رقم هاتف المستخدم، معلومات الجهاز، عنوان IP.
✅ قائمة جهات الاتصال (مشفرة، ولكن لا يزال من الممكن استخدامها لتوصية الأصدقاء).
✓ بيانات الاستخدام (مثل وقت الاتصال بالإنترنت، ومدة المكالمة).
✓ جدل:
في عام ٢٠٢١، أطلق واتساب سياسة خصوصية جديدة، تتطلب مشاركة بعض بيانات المستخدم مع فيسبوك، مما أثار احتجاجات من المستخدمين حول العالم.
٤.٢ سياسة خصوصية تيليجرام
✓ يجمع تيليجرام بيانات أقل:
✓ لا يجمع بيانات مثل قائمة جهات الاتصال ووقت الاتصال بالإنترنت.
✓ لا تتم مشاركة معلومات المستخدم مع جهات خارجية. حتى لو طلبت الحكومة ذلك، فقد صرّح تيليجرام بأنه لن يقدم بيانات المستخدم.
✓ جدل:
لا يوفر تيليجرام تشفيرًا شاملًا افتراضيًا، وقد تُخزّن بعض بيانات المستخدم على الخادم.
في الحالات القصوى، قد يقدم تيليجرام بعض البيانات لجهات إنفاذ القانون (على الرغم من عدم وجود حالات معروفة حاليًا).
🔎 ملخص:
حماية خصوصية مستخدمي واتساب مثيرة للجدل بسبب سياسة مشاركة البيانات التي يتبعها فيسبوك.
يجمع تيليجرام بيانات أقل، وهو أكثر احترامًا لخصوصية المستخدم.
5. تحليل حالة اختراق واتساب وتيليجرام
✅ الثغرات الأمنية التي واجهت واتساب:
2019: نشرت مجموعة NSO برنامج التجسس بيغاسوس عبر مكالمات واتساب الصوتية، والذي يمكنه مراقبة المستخدمين عن بُعد.
2021: سُرّبت أرقام هواتف أكثر من 500 مليون مستخدم لواتساب على الإنترنت المظلم.
✅ الحوادث الأمنية التي واجهت تيليجرام:
2016: هاجم قراصنة تابعون للحكومة الإيرانية تيليجرام، مما أدى إلى تسريب 15 مليون حساب مستخدم.
2020: اعترضت الشرطة الألمانية سجلات محادثات منظمات إجرامية على تيليجرام، مما أثار تساؤلات.
🔎 ملخص:
تعرض واتساب لهجمات أكثر من قِبل القراصنة، لكن بعض الهجمات تضمنت برامج تجسس حكومية، وكان المستخدمون العاديون أقل تأثرًا.
تم اختراق خوادم تيليجرام، مما أدى إلى تسريب بعض معلومات المستخدمين.
6. الخلاصة: أيهما أكثر أمانًا، واتساب أم تيليجرام؟
مقارنة الأبعاد: واتساب وتيليجرام
التشفير افتراضيًا ✅ التشفير من طرف إلى طرف مُفعّل افتراضيًا ❌ مدعوم فقط في "المحادثات السرية"
التخزين السحابي ❌ لا توجد حماية تشفير من طرف إلى طرف ✅ تخزين مشفر على الخادم
جمع البيانات 📉 تتم مشاركة البيانات مع فيسبوك 📈 جمع بيانات أقل
سياسة الخصوصية 📉 مُنظّم من قِبل فيسبوك 📈 أكثر حرية نسبيًا
الاختراق 📉 تعرض للهجوم عدة مرات 📉 تم اختراق الخادم
📌 توصيات:
إذا كنت مهتمًا باتصالات مشفرة قوية، فاختر واتساب (الافتراضي E2EE).
إذا كنت مهتمًا بحماية الخصوصية، فاختر تيليجرام (جمع بيانات أقل).
في النهاية، يعتمد اختيارك على احتياجاتك وأولوياتك المتعلقة بالخصوصية. 🚀